محمد باوزير
شهدت مدينة جدة افتتاح عدد من المقاهي الثقافية، أخذت على عاتقها تقديم وجبات ثقافية وأدبية مع كل كوب شاي أو فنجان من القهوة، بل تجاوزت هذه المقاهي إلى منح المثقفين ملاذاً آمناً لمناقشة أفكارهم إلى جانب إحياء الأمسيات وحفلات توقعيات الكتب لأبرز المؤلفين.
ترى إلى ماذا يعود إنشاء مثل هذه الثقافية؟
الأستاذ كمال عبدالقادر الإعلامي وصاحب مقهى ثقافي يجيب عن هذا السؤال فيقول: فكرتي قامت لإنشاء مقهى ثقافي لسبب واحد، وهو إنني لمست انحداراً واضحاً في الأخلاق، فتساءلت عن السبب فعرفت بعد ذلك ان السبب يكمن في التربية هذا ما جعلني أبحث عن مفهوم التربية، فوجدت أنها لا تخرج عن خمس مؤسسات تربوية وهي البيت والحي (الحارة) والمدرسة والإعلام فأحببت ان استقرئ تلك المؤسسات فعرفت ان البيت لم يعد يقوم بدوره الذي كان يؤديه، فالأب مشغول وكذلك الأم والخادمة هي التي تلعب دورهما في تربية الأبناء أما الحي (الحارة) فلم يعد له وجود خاصة في المدن الكبيرة، وكذلك المدرسة فقد ترهلت وتحولت إلى أداء روتيني ممل، في حين تغير الإعلام وتراجع دوره الذي كان يقوم به، أما المؤسسة السادسة وهي المهمة فهي الكتاب ولكون أننا لم نعلم أبناءنا أهمية القراءة، لذلك لجأ كثير من الشباب إلى المقاهي الحديثة (الكفيهات) وهذا ما جعلني آتي بالكتاب إلى الشباب في المقهى فانشأت مقهى ثقافياً بدعم من رجل الأعمال الشيخ عبدالرحمن فقيه ووضعت فيه ما يقرب من (6000) كتاب من كافة الفنون والمعارف مع تباين في الأفكار والطروحات وبعد ان أجريت احصائية توصلت إلى ان نسبة قراءة الكتب في المقهى وصل إلى (14،61٪) وذلك من عدد الذين شملتهم الاحصائية وهم (2000) زائر خلال شهرين حيث كانت أعمارهم تتراوح من 18 سنة إلى 30 سنة وهنا شعرت ان التجربة في طريقها للنجاح وهي فكرة تصب في خدمة التربية.