ردبي - العربية.نت
تم أخيراً إصدار الطبعة الثانية من موسوعة تراثية كويتية متخصصة في اللهجة المحكية، والتي تعد الأولى من نوعها وتضم 2357 مفردة، وما لا يقل عن 424 صورة تشرح بعضاً من تلك المفردات، وقد استعان كاتب تلك الموسوعة، خالد عبدالعزيز الرشيد، بمراجع لغوية وشفهية لدعم شرح الكلمات، ومن بين تلك المفردات 70 لفظة تعبر عن كلمة "الحب" أحصتها الموسوعة.
وأوضح الرشيد لـ"العربية" أن المفردات الـ70 لا تقتصر على الحب فهي تتطرق إلى معاني الود والمعزة والغرام، مشيراً إلى أن كلمات الحب تتولد نتيجة حاجة المجتمع لها. ونوّه إلى وجود كلمات خاصة بالمجتمع الكويتي دون بقية دول الخليج والدول المجاورة مثل: "بعد شبدي (كبدي)".
واعتبر أنه من الصعوبة بمكان أن يتوسّع بعمله لتشمل معلوماته لهجات خليجية أخرى، قائلاً: "أنا آخذ المفردة من أصل واحد، حيث سألني كثيرون لماذا لا أركز على اللهجات القبلية، وذلك لأني لا أندرج تحت الأسر القبلية وبالتالي صعب أن أحظى بثقتهم، فعلى سبيل المثال قبيلة شمر يتفرع عنها عدة أفخاذ وبالتالي قد يختلف معنى كلمة من فخذ لآخر، وأنا لم أبحث في الموسوعة لأعرف عدد كلمات الحب والود والشتم واللعن في اللهجة الكويتية، إنما أحصيت الكلمات التي قدرت عليها".
وفيما إذا كانت هناك مفردات اندثرت في اللهجة الكويتية، أجاب: "نعم هذا أمر موجود في كل دول العالم والكويت ليست استثناءً خاصة المفردات التي تتعلق بأشياء لم تعد تستخدم أو مصطلحات متعلقة بمهن انتهت".
ونوّه إلى أن اللهجة الكويتية عبارة عن خليط من لهجات أخرى عربية، مشيراً إلى وجود نسب بسيطة جداً من الكلمات التركية والفارسية والهندية التي دخلت اللهجة الكويتية، وهي معظمها مفردات أشياء مثل: إبريق الشاي الذي يسمى "قوري" نسبة إلى اسم شخص تركي أحضره إلى البلاد، مردفاً أن اللهجات الرئيسة في الكويت خمس، وأن الاختلافات بينها بسيطة للغاية.
وأعرب الرشيد في حديثه لـ"العربية" عن أسفه لعدم وجود جهات مادية تدعم جهده في إنتاج الموسوعة، مشيراً إلى أنه حصل على دعم معنوي جيد من "رابطة الأدباء".
وكان الرشيد تحدث في ندوة صحافية عن بعض الخصائص التي تسم اللهجة الكويتية، والتي استخلصها مع البحث الطويل في أصول الكلمات وأصواتها وطريقة استخدامها، حيث أشار إلى أن اللهجة وإن بدت مخالفة في بعض الأحرف للأصوات العربية الفصيحة، فإنها تتعامل مع اللغة الأم وفق مستويات ثلاثة: فقهية، وجادة، وغير جادة. وهي في المستوى الأول والثاني، أي ما يخص الألفاظ المتصلة بالثقافة الإسلامية، أو بالتعبير عن المواقف الجدية، تعود إلى النطق الفصيح، ويعود الحرف إلى حضن اللهجة في المواقف العادية أو حالات التهكم وغيرها.
كما أشار إلى بعض الخصائص الأخرى، مثل ما سمّاه بالـ"أحرف النشطة" والـ"الأحرف الخاملة"، ممثلاً لطريقة التعامل اليومي معها من خلال اللهجة، ومفرقاً بين الكلمات القديمة والأخرى الجديدة.