حيفا – نايف زيداني
أجبرت شركة "أديداس" العالمية لصناعة الأحذية والملابس الرياضة بلدية القدس على تغيير مسار الماراثون الدولي الأول الذي تستضيفه المدينة، بحيث لا يمر في شرقي القدس.
وجاء ضغط "أديداس" على البلدية بعد توجه مؤسسات حقوقية وأعضاء من المعارضة اليسارية في بلدية القدس من منطلقات سياسية ولاعتبار شرقي القدس ليس مناطق إسرائيلية وإنما مناطق تقع خارج الخط الأخضر، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة "معاريف" على موقعها الإلكتروني.
وهددت الشركة البلدية بسحب رعايتها لسباق الماراثون، علماً أنها الراعي الرئيس له، ما يعني خسارة مالية كبيرة.
وكتبت الصحيفة في العنوان الرئيس للتقرير "الخضوع لأديداس: ماراثون القدس في نطاق الخط الأخضر".
وأوردت في عنوان فرعي "المشاركون في سباق الماراثون البلدي لن يجروا في شرقي القدس. السبب: الراعية الرئيسة هددت بقطع التمويل في أعقاب ضغوط عليها من مؤسسات حقوقية".
وكانت منظمات مختلفة في أرجاء العالم قد قامت بالضغط على "أديداس" مهددة بمقاطعة منتجاتها، فيما لو أبقت على رعايتها للماراثون الذي يمر في مناطق خارج الخط الأخضر.
وهذا الضغط انعكس على البلدية، التي قامت باعتماد مسار جديد، لا يمر في الشيخ جراح ومستوطنة "بيسجات زئيف"، وغيرها من المناطق المتواجدة في شرقي المدينة المقدسة كما كان مخطط لذلك من قبل، وبذلك سيجري الماراثون بالأساس في غربي المدينة، باستثناء مقطع قصير جداً سيكون خارج مناطق الخط الأخضر.
من جانبهما، كان عضوا البلدية من حركة "ميرتس" اليسارية، بابي إلالو ومئير مرجليت، قد توجها أيضاً لشركة "أديداس" وطالباها بإلغاء رعايتها للسباق.
واستجابة منها للتوجهات المختلفة قامت عملاقة الأحذية والملابس الرياضية بتوجيه رسالة إلى رئيس بلدية القدس، نير بركات، وطلبت إعادة النظر في أمر الماراثون وبحث الموضوع مع أعضاء البلدية المعارضين، وأشارت في الرسالة ذاتها إلى أن اهتماماتها منصبة على ألعاب القوى ولا تقوم باتخاذ مواقف سياسية.
وعبّر عضو البلدية بابي إلالو، رئيس كتلة المعارضة في البلدية، عن ارتياحه للمسار الجديد، وقال إن "هذا المسار أفضل بكثير من المسار الذي تم اعتماده سابقاً، وهذا مؤشر لبداية جيدة. وإذا كان المسار قد تغيّر فعلاً بسبب ضغطنا على شركة أديداس، فإن هذا الأمر يرضيني".
وأعرب مسؤول كبير في بلدية القدس عن امتعاضه من موقف العضوين اليساريين، وقال إن محاولتهما التخريب على الرعاية هو أمر بائس وموقفهما فيه رياء، فلو كان القرار بأن السباق سيمر فقط بغربي المدينة لكانا أول من سيشتكيان اضطهاد شرقيها".
ونفت بلدية القدس أن تكون قد خضعت للضغوط، وتصر على أن المسار بقي كما كان مخططاً له منذ البداية، في إشارة منها إلى أنه أصلاً خطط ليمر فقط في غربي القدس. وذكرت في تعقيبها أنه لابد من فصل الرياضة عن السياسة، وأن المشاركة في السباق ستكون متاحة لكل من يرغب في ذلك، دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو الدين.