كان لي بستان في سابق العصر والآوان
أقيم على خدمته في كل آن
بدايته وردُُ ونهايته ريحان
ووسط هذا البستان تين وخوخ ورمان
أشبه هذا البستان بجنه من الجنان
يحوطه سور أبيض يكسوه الورد والفل والريحان
يعلو من هذا البستان جميع أنواع النخيل التى لا تخطر ببال
وملئ بأشجار الفواكه التى يعشقها كل إنسان
من كل شجرة نوعان إلا شجره واحده جار عليها الزمان
حتى منحل العسل كان له جزء مخصص في هذا المكان
إن ذاقه الشيخ الهرم رجع عشرة أعوام من الزمان
وإن قُرء عليه القرآن شُفي منه المريض والتعبان
وكانت هناك شجرة ورد ذات حسن وجمال
تمردت وأعلنت العصيان وجرحت كل إنسان
حاول لمسها وشم رائحتها غير الغالي أمير الزمان
ما صار الغالي أمير هالزمان إلا بوجود هذه الورده
التى يكسوها الجمال ويفوح منها العطر الذى يملأ أرجاء المكان
تعودت منذ الصغر أن أنزل البستان في كل يوم مرتان
في الصباح أقضي فيه ساعه من الزمان
أشرب قهوتي وأتابع ما يفعله حارس البستان
وفي المساء أعاود النزول لأجني الطيبَ من الثمار
ليأكل منه الأصدقاء والخلان وأعصره ليشرب منه اعظم إنسان
بإستثناء وقت العصاري أنزل البستان
إن جاءتني بنت الجيران أو نادى علي الصبيان
أقبل خد بنت الجيران وأضع يدى على شعر الصبيان
وأعطيهم بعض الثمار مع الفل والورد والريحان
وفي يوم من الأيام كان الجو هادئ والناس نيام
قلت أتمشى بالبستان
تمشيت أتغنى وأتمختر وأعزف بأجمل الألحان
وإذ بي أسير بين الأشجار آكل من الثمار
إذ برائحه جميله قلبت المكان أيقظت النائم ودفت البردان
كانت رائحه الورده اللى عطرها ملأ أرجاء المكان
عطرُُ مهما حاولت وصفه عجز قلمي واللسان
من حلاوة عطرها تمايلت الأغصان وتراقصت الأشجار
وهاج النحل يزهو في المكان
حتى العصافير هلت تغرد واعتلت المكان
وجئ البلابل وحوط البستان
أه من الورده التى قلبت المكان
ذهبتُ اليها وأنا امشي بغرور وكبرياء
نظرتُ اليها متعجباً وإذ بها مكتوبُُ على ورقها
حذاري من أن يلمسني ويفتح ورقتي ويطيب جرحي
ويتعطر برائحتي ويسعد بملمسي غير صاحب البستان
هنا كانت ورده ببستان
وهي من اختارت أمير الزمان
أتمنى أن تنال خاطرتي إعجابكم